إمامة المصلين في المساجد هي منزلة عظيمة ابتدأها محمد صلى الله عليه وسلم
ثم كان الفضل بعده لمن تقلدها وأداها بحقها وجعلها منطلقا للدعوة إلى الله
والمساجد كما أن لها فضيلة وروحانية فإن لها نصيبا وافرا من التوجيه المجتمعي
وكان أئمتها هو من يتقلدون ذلك ويمسكون بزمامه ومعنيون بذلك
سواء بتزكية الناس لهم أو بإختيار وزارة الأقاف أن يكونوا في هذه المكانة العالية
وإمام المسجد دوره هو تعليم الناس ومحافظته على صلاتهم وتذكيرهم بالمواعظ
والإفتاء لهم لصيانة دينهم وتوجيههم إذا حدثت لهم إشكالات ومشكلات
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم :-
( الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين )
وأتحدث هنا عن دور إمام المسجد عند التحديات الإجتماعية والعادات السائدة عند الناس
التي منها ما يخالف الشرع
ومنها ما ليس له اتصال بالعقل
ومنها ما هو ذائع في العرف
وهذه تحديات تواجه إمام المسجد سواء في مسجده مع مصلينه أو مع محيطه الإجتماعي
وقبل أن يشرع في مواجهة ذلك فإن عليه أن يخلص لوجه الله عمله ويتخذ من الرفق منهجا
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس :-
( إن فيك لخصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة )
هناك تحديات اجتماعية خاطئة متفشية بين الناس يراها إمام المسجد ويعايشها ...
.... من ذلك :
غلاء المهور _ التكاليف الباهظة والمفتعلة للأعراس _ المعاكسات _ منكرات في الأسواق
إعلام منظم لهدم الإسرة المسلمة وتفكيكها _ العادات القبلية _ تربية الأولاد ... وغير ذلك ...
كيف لإمام المسجد أن يصرف أنظار الناس إلى الحلول الصحيحة لحل ذلك وفق المنهج الإسلامي
من خلال معرفته بكتاب الله أو بمنهج سيد البشر صلى الله عليه وسلم في حل لتلك التحديات الإجتماعية
أو يترك الناس يتخبطون خبط عشواء وينشغل في تصفيف الكتب ولبس البشت
أعرف الكثير من أئمة المساجد ممن تعلو محياهم سمات الصلاح
لا يتجاوز دورهم في المجتمع حدود أدائهم الصلاة فقط !
فلا تجد له زيارات دورية لدواوين الناس لإرشادهم
ولا ترى لهم كتابات يوجه في عموم المسلمين لما ينفعهم
ولا تشاهد له وقفات حازمة من القضايا الإجتماعية التي تحتاج لرأي الشرع فيها
ولا تذكر له وقفة وقفها ضد من يحاول تخريب النسيج الإجتماعي
فدوره عبارة عن : سجادة ومسبحة واستمتاع بكلمة : يا شيخ .. وحياك على العشاء
فهل هذا هو الدور الفعلي لإمام المسجد ؟
أم أن هذا هو فعل الدراويش من الصوفية ومن نحا نحوهم !
إننا إن رأينا واطلعنا على الواقع العملي لرسول الله صلى الله عليه وسلم في تقلده لإمامة المصلين
وتوجيههم لما فيه خيرهم ..... لتركنا تخاذلنا وتقاعسنا عن مواجهة التحديات الإجتماعية
التي تعصف بمجتمعنا وتقوض بنيانه
كان رسول الله يربي الناس في المسجد على تصحيح الأمور الإجتماعية وهو فيه إمام ومصلح وقائد
مثل ذلك الرجل الذي رآه يقبل الحسن والحسين وقال لهم : والله إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحدهم
فقال له : كأنما نزع الله الرحمة من قلبك ، من لا يرحم لا يرحم
وحواره مع الشاب الذي قال له أمام أصحابه : يارسول الله إئذن لي بالزنا !
فقال له : أترضاه لأمك لأختك ... فإن الناس لا يرضونه على أهلهم ودعا له بشرح الصدر
وكذلك عندما أتته أسماء بنت يزيد بن السكن - وافدة الناس إليه _ تسأله عن ما هو خير للمرأة أن تفعله
في أن الرجال فضلوا بالجمع والجماعات وشهود الجنائر والجهاد
فقال لها : إن حسن تبعل إحداكن لزوجها وطلبها لمرضاته يعدل ذلك كله
هكذا يجب أن يكون أئمة المساجد يقظين عندما يرون الأخطاء حولهم فيقوموا بتصحيحها
لأن هذا هو واجبهم وكذلك هو حق المصلين عليهم
لا أن يرضخوا لتثبيط المتفيهقين المثبطين المتفلسفين
أو من الذين يخوفونهم بزعزعة وضعهم الإجتماعي إن هم أنكروا على الناس أخطائهم
وعليهم إن لا يخشوا في الله ولومة لائم ويتخذوا من المنهج النبوي طريقة ومنهجا ونبراسا
........ وقفة :-
قال تعال ( أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد
ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام )
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس
ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس))
كتبه / أبو عمران
عبدالله ماطر المثال
شبكة العوازم الإخبارية
2012-3-31
ثم كان الفضل بعده لمن تقلدها وأداها بحقها وجعلها منطلقا للدعوة إلى الله
والمساجد كما أن لها فضيلة وروحانية فإن لها نصيبا وافرا من التوجيه المجتمعي
وكان أئمتها هو من يتقلدون ذلك ويمسكون بزمامه ومعنيون بذلك
سواء بتزكية الناس لهم أو بإختيار وزارة الأقاف أن يكونوا في هذه المكانة العالية
وإمام المسجد دوره هو تعليم الناس ومحافظته على صلاتهم وتذكيرهم بالمواعظ
والإفتاء لهم لصيانة دينهم وتوجيههم إذا حدثت لهم إشكالات ومشكلات
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم :-
( الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين )
وأتحدث هنا عن دور إمام المسجد عند التحديات الإجتماعية والعادات السائدة عند الناس
التي منها ما يخالف الشرع
ومنها ما ليس له اتصال بالعقل
ومنها ما هو ذائع في العرف
وهذه تحديات تواجه إمام المسجد سواء في مسجده مع مصلينه أو مع محيطه الإجتماعي
وقبل أن يشرع في مواجهة ذلك فإن عليه أن يخلص لوجه الله عمله ويتخذ من الرفق منهجا
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس :-
( إن فيك لخصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة )
هناك تحديات اجتماعية خاطئة متفشية بين الناس يراها إمام المسجد ويعايشها ...
.... من ذلك :
غلاء المهور _ التكاليف الباهظة والمفتعلة للأعراس _ المعاكسات _ منكرات في الأسواق
إعلام منظم لهدم الإسرة المسلمة وتفكيكها _ العادات القبلية _ تربية الأولاد ... وغير ذلك ...
كيف لإمام المسجد أن يصرف أنظار الناس إلى الحلول الصحيحة لحل ذلك وفق المنهج الإسلامي
من خلال معرفته بكتاب الله أو بمنهج سيد البشر صلى الله عليه وسلم في حل لتلك التحديات الإجتماعية
أو يترك الناس يتخبطون خبط عشواء وينشغل في تصفيف الكتب ولبس البشت
أعرف الكثير من أئمة المساجد ممن تعلو محياهم سمات الصلاح
لا يتجاوز دورهم في المجتمع حدود أدائهم الصلاة فقط !
فلا تجد له زيارات دورية لدواوين الناس لإرشادهم
ولا ترى لهم كتابات يوجه في عموم المسلمين لما ينفعهم
ولا تشاهد له وقفات حازمة من القضايا الإجتماعية التي تحتاج لرأي الشرع فيها
ولا تذكر له وقفة وقفها ضد من يحاول تخريب النسيج الإجتماعي
فدوره عبارة عن : سجادة ومسبحة واستمتاع بكلمة : يا شيخ .. وحياك على العشاء
فهل هذا هو الدور الفعلي لإمام المسجد ؟
أم أن هذا هو فعل الدراويش من الصوفية ومن نحا نحوهم !
إننا إن رأينا واطلعنا على الواقع العملي لرسول الله صلى الله عليه وسلم في تقلده لإمامة المصلين
وتوجيههم لما فيه خيرهم ..... لتركنا تخاذلنا وتقاعسنا عن مواجهة التحديات الإجتماعية
التي تعصف بمجتمعنا وتقوض بنيانه
كان رسول الله يربي الناس في المسجد على تصحيح الأمور الإجتماعية وهو فيه إمام ومصلح وقائد
مثل ذلك الرجل الذي رآه يقبل الحسن والحسين وقال لهم : والله إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحدهم
فقال له : كأنما نزع الله الرحمة من قلبك ، من لا يرحم لا يرحم
وحواره مع الشاب الذي قال له أمام أصحابه : يارسول الله إئذن لي بالزنا !
فقال له : أترضاه لأمك لأختك ... فإن الناس لا يرضونه على أهلهم ودعا له بشرح الصدر
وكذلك عندما أتته أسماء بنت يزيد بن السكن - وافدة الناس إليه _ تسأله عن ما هو خير للمرأة أن تفعله
في أن الرجال فضلوا بالجمع والجماعات وشهود الجنائر والجهاد
فقال لها : إن حسن تبعل إحداكن لزوجها وطلبها لمرضاته يعدل ذلك كله
هكذا يجب أن يكون أئمة المساجد يقظين عندما يرون الأخطاء حولهم فيقوموا بتصحيحها
لأن هذا هو واجبهم وكذلك هو حق المصلين عليهم
لا أن يرضخوا لتثبيط المتفيهقين المثبطين المتفلسفين
أو من الذين يخوفونهم بزعزعة وضعهم الإجتماعي إن هم أنكروا على الناس أخطائهم
وعليهم إن لا يخشوا في الله ولومة لائم ويتخذوا من المنهج النبوي طريقة ومنهجا ونبراسا
........ وقفة :-
قال تعال ( أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد
ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام )
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس
ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس))
قال الإمام ابن تيمية : وكل من أرضى الله بسخط الناس كان قد اتقاه، وكان عبده الصالح
والله يتولى الصالحين، وهو كاف عبده.
كتبه / أبو عمران
عبدالله ماطر المثال
شبكة العوازم الإخبارية
2012-3-31