الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

علاقتنا مراسيم ضرورة



بعد طول أمد العلاقة وسعة وقتنا أصبحنا نحدد اللاحق ب " مراسيم ضرورة "
وهذه المراسيم غامضة المغزى وسريعة الإستصدار
ولها صفة الإستعجال في التطبيق
ولا نملك إيقافها أو تأجيها أو الإعتراض عليها
ولا يشترط أن نقتنع بها
لأنها مراسيم ضرورة

حتى عندما تعترض فسيقال لك هي حاليا مراسيم ضرورة
ولاحقا اعترض وأبطلها


علاقتنا "مراسيم الضرورة" تحمل لنا المفاجأة في وقت إصدارها الذي لا نعرف وقته
ولا نعرف أسبابها ولا دواعيها ولا مآلاتها
وكل ما نعرف أنها نافذة التطبيق ولا مجال للتراجع عنها ولو علمنا جهالتها وغررها

كيف لعلاقة أزلية هي عبارة عن " مراسيم ضرورة " أن تعرف الإستقرار أو الهدوء
أو التطور أو الإزدهار !

سيفرح البعض بأنه ربما تكون هذه المراسيم لإصلاح ما كان أو ترتيب ما سيكون
لكن من يضمن أنها ربما تكون أسوأ مما كان !
ويكفيك من اسمها أنها " مراسيم ضرورة "
لكن عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم
والله كريم
-----------
كتبه أثناء مرسوم ضرورة : أبو عمران
عبدالله ماطر المثال
الاربعاء
2012-10-17

الأحد، 14 أكتوبر 2012

مختارات من حماسة أبي عبادة البحتري ...الجزء الأول

الشعر هو قريحة الحكماء 
به ينشرون حكمتهم وتجربتهم
ومن أجزل الشعر هو ما خلفه العرب لنا من أشعار مجيدة صقلوا بها أحوالهم
ليضعوها لنا بقالب النصيحة والتوجيه

ومن الكتب التي أستمتع بقراءتها حماسة أبي عبادة البحتري
فقد جمع فيها أبياتا لستمائة شاعر في مائة وأربعة وسبعين بابا من أبواب معاني الشعر وأغراضه
وتتميز هذه الحماسة بأنها من إنتقاء شاعر كبير يعرف سقيم البيت من سليمه
ابتعد فيها عن شعر المجون والسباب وكل ما هو رديء

وسأجتهد في أن أنتقي لكم المفيد من حماسته لعله أن يكون زاد لكم لإستجلاب الحكمة واستظهار الفائدة
تقرؤنه في جلساتكم وخلواتكم


1- فيما قيل في مل النفس على المكروه عند الحرب :
------------------------------------------

#قال عمرو بن الإطنابة الخزرجي:

- أبت لي عفتي وأبى إبائي ... وأخذي الحمد بالثمن الربيح
وإعطائي على المعسور مالي ... وضربي هامة البطل المشيح
وقولي كلما جأشت وجاشت ... مكانك تحمدي أو تستريحي
لأدفع عن مكارم صالحات ... وأحمي بعد عن عرض صحيح

# وقال عنترة 

- بكرت تخوفني الحتوف كأنني .. أصبحت عن غرض الحتوف بمعزل
فأجبتها إن المنية منهل .... لا بد أن أسقي بكأس المنهل
فاقني حياءك لا أبا لك واعلمي ... أني امرؤ سأموت إن لم أقتل

#وقال أيضا :
وعرفت أن منيتي إن لم تأتني ... لا ينجني منها إلا الفرار الأسرع
فصبرت عارفة لذلك حرة ... نفسي إذا نفس الجبان تطلع


#وقال الفرزدق :
لما سمعت له هماهم أجهشت ... نفسي إلي وقلت أين فراري
فربطت نقرتها وقلت لها اصبري ... وشددت في ضنك المقام إزاري



2_ فيما قيل في الإصحار للأعداء والمكاشفة لهم وترك التستر منهم 
-----------------------------------------------------

#قال عقفان بن ديسق التميمي :
- لا تختلوني بالعداوة إنني ... لكم بارز فامشوا إلي أو اركبوا
فإني إذا ما الطامح الرأس رابني ... طبيب بداء الرأس أو متطبب
معي مبضع للناظرين أعده ... وكي لشق الأخدعين ومثقب
فإن كان منه الغي في أم رأسه ... سفعت بوسم في الذؤابة يلعب
ألا ينتهي عنا رجال ولم يكن ... من الصدع ما لا يرأب الدهر مشعب



3_ فيما قيل في الإطراق حتى تمكن الفرصة
----------------------------------------

#قال مقاعس الكلابي :
-لا يستطيع جميع الناس أن يجدوا ... مثلي وإن كان شخصي غير مشهور
أبدي خلائق للأقوام  ما خلقت ... مني وأقسر نفسي غير مقسور
وأترك الأمر في قلبي بلابله ... حينا وأضحك عنه غير مسرور
حتى أرى عورة منه فأفرسها ... بصارم مثل لمع البرق مطرور



4_ فيما قيل في الأنفة والإمتناع عن الضيم والخسف
-------------------------------------------------

#قال عمر بن براقة الهمذاني :
- كذبتم وبيت الله لا تأخذنَها ... مراغمة ما دام للسيف قائم
كأن جزيما إذ رجا أن أردها ... ويذخب مالي بابنة القيل حالم
متى تجمع القلب الذكي وصارما ... وأنفا حميا تجتنبك المظالم


#وقال وهب بن الحارث الزهري:
- لا تسبني كأقوام عبثت بهم ... لن يأنفوا الذل حتى يأنف الحمر
لا تعلفني خلاة لست آكلها ... واحذر سناني فقدما ينفع الحذر
فقد عرفت باني غير مهتضم ... أنا ابن زهرة لم يوجد له خطر


#وقال الشداخ بن عوف الكناني :
- أبينا فلا نعطي مليكا ظلامة ... ولا سوقة إلا الوشيج المقوما
وإلا حساما يبرق العين لمحه .... كصاعقة في غيث مزن تركما


#وقال توبة بن مضرس الأسدي : 
عشيرتنا لستم لنا بعشيرة ... إذا لم يعاطونا السواء وتصبروا
على حقنا كيما صبرنا لحقكم ... فيعلم راعي مورد أين يصدر


#وقال حارثة بن بدر التميمي :
- أهان وأقصى ثم ينتصحونني ... ومن ذا الذي يعطي نصيحته قسرا
رأيت أكف المصلتين عليكم ... ملاء زكفي من عطائم صفرا



5_ فيما قيل في ركوب الموت خشية العار :
----------------------------------------

#قال لبيد بن ربيعة العامري :
- فإن تقبلوا المعروف نصبر لحقكم ... ولن يعدم المعروف خفا ومنسما
وإلا فما الموت عار لأهله ... ولم يبق هذا العيش في الدهر مندما


#وقال عبدالله بن عنمة الضبي :
إن تسألوا الحق نعط الحق سائله ... والدرع محقبة والسيف مقروب
وإن أبيتم فإنا معشر أنف ... لا نطعم الخسف إن السم مشروب



وأخيرا,,,,
هذه خمسة معان شعرية أوردتها لكم في الجزء الأول
ليكون أسهل في النظر وأوفر في الوقت وأدعى للقراءة
ونستكمل في أجزاء أخرى



انتقاه : أبو عمران
عبدالله ماطر المثال
2012-10-14
يوم الأحد