الأحد، 10 فبراير 2013

1 / من وصايا أبي الأعلى المودودي مع تعليقات يسيرة عليها .. "الجزء الاول" ..خاص للدعاة



إن لنصائح العلماء ووصايا الدعاة وتوجيهات التربويين نفع عظيم في ضبط التعامل بين الدعاة بعضهم مع بعض
وأيضا لها إفادة جليلة في العمل الدعوي الجماعي
فهي قد نتجت عن نور من الشرع وبصيرة في أحوال الناس

وقد قرأت للعالم الفاضل والمربي المميز أبو الأعلى المودودي  رحمه الله عدة مواضيع في ذلك
فألفيتها وصايا غالية وكلمات حانية
لمست من خلالها حرصه على اجتماع كلمة الدعاة وتوحيد صفوفهم وتبصيرهم بخطط عدوهم
وحضه إياهم على الإنشغال بما فيه النفع الخاص والعام
وهذا هو الذي ينبغي أن يكون عليه دور الدعاة إلى الله تعالى
ومن باب ذلك أحببت جمع وصاياه وتلخيصه توجيهاته ... رجاء التآلف
وراعيت في ذلك ذكر عباراته كاملة دون تصرف أو تغيير
 مع تعليق يسير للفت الإنتباه لمراميها



وإليكم اقتباسات من كلام أبي الأعلى المودودي :


1_ ( منهاجنا مأخوذ من القرآن الكريم وسيرة الأنبياء عليهم السلام
فالذين يقبلون دعوتنا  ويظهرون استعدادهم لحمل أعبائها وتبليغ رسالتها معنا
فإن أول ما نطالبهم به أن يدخلوا في دين الله كافة ويصطبغوا بصبغته بجملة شؤون حياتهم من فكرية وعملية
ويجعلوا سلوكهم العام في الحياة هو الدليل على إخلاصهم وتجردهم
 لقد كان كثير منهم نالوا أعلى مايكون من الشهادات العلمية
فاضطروا إلى أن يهدموا بأيديهم قصور أحلامهم الشامخة  ) ..

× قلت : يجب أن يكون العمل الدعوي واضحا من خلال نقاط يتم معرفتها والرضى بها
عبر تحديد أولويات وحاجيات وضروريات وتحسينيات
وأن تكون الأهداف محددة ومرهونة بزمن لتحقيقها
كي يتم الإنجاز والمحاسبة لمعرفة السلبيات والإيجابيات
ولكل داعية دور يؤديه للأمة ويجب أن لا يركن إلى إشغالات المناصب وملهيات المهام وينسى دعوته المناطة به
وإلا كان دوره كالتي نقضت غزلها

---------

2_ ( والداعي إذا كان قد آمن بدعوته صدقا وإخلاصا فإنه لن يضيق صدرا بما يريش إليه مختلف الناس
من سهام نقدهم واعتراضاتهم ولن يحاول أن يستر عنهم خطأ إذا وجده في أعماله
 لكنه سيستفيد من من خدماتهم وجهودهم التي يبذلونها متطوعين لإصلاحه بدون أجر ولو بنية المعارضة والمعاداة
ولا يخفى عليكم أن كل إناء إذا اشتغلت عشرات الأيدي , وما زالت , بإزالة النجاسة عنه
 فهو مهما كان بالغا في نجاسته لا بد أن يتجلى ويتصفى آخر الأمر ) ..

× قلت : النقد له جانب مفيد حتى المجحف منه
فهو باب لمعرفة خلل العمل الدعوي في أساليبه وعرضه ونتائجه
وهذا النقد صدر من رقيب حسيب سلط وقته ووفر جهده لكي يفتش عن أخطائك
وهذه نعمة كبرى لك لتصححها وتتخلص منها
فيجب أن لا نتحسس منه ولا نضجر

-------------------

3_ ( إن الداعي يمر بطبيعة مهمته يمر عليه من الظروف القاسية ما يكاد يكسر قلبه ويقعد بهمته عن المضي في دعوته
لولا تثبيت من الله له
فهنا ترى الناس يضحكون عليه ويستخفون بدعوته , وهنا تراهم يطعنون فيه ويجعلونه سخريا
وهنا تراهم يعترضون عليه بالشتم والسباب
وهنا يثيرون عليه الغبار ويرمونه بأنواع من التهم وهنا يحيكون الحيل ويبيتون المكائد
لينحرفوا به عن جادة الحق ويوقعوه في الفتن
وهنا يفارقه أقرباؤه وأهل مودته حتى تضيق عليه الأرض بما رحبت ويساوره الشك في أصل رسالته
فمثل هذه الظروف القاسية والمواقف الأليمة إذا لم تنل من عزيمة الداعي
 ولم توهن من قوة إرادته ولم تنحرف به عن طريق الحق
ولم ترغمه على الإستسلام للباطل ولم تفسد عليه توازنه الفكري , وظل على رغمها ثابتا على منهاجه الذي اختاره على بصيرة منه بكل حكمة وصدق وإخلاص ,
يعمل وسعه لإصلاح بيئته عملا متواصلا
 فلابد  أن ينشأ فيه ويزدهر من الأوصاف الجميلة والخصال الحميدة ماسنكون بحاجة إليه شديدة
على نطاق أوسع في مراحل الدعوة الآتية ) ..

× قلت :  لا سرور دائم في الحياة ولا حزن مستمر
وهذا ينسحب على مهمة الدعوة إلى الله
وما تعانيه بسببها من ابتلاءات ومتاعب لا يخلوا من الأجر والثواب
وبعد ذلك سترتفع وتمكن وتنجح في دعوتك
قال تعالى ( يا أيها الذين آمنو اصبروا وصابروا ورابطوا ... )
وعندما يتحمل الداعية كل صنوف الأذى وأنواع التضييق فإنه سيكون بعون الله أهل للقيادة والإنجاز

---------------

4_  ( وأن لا يضيعوا أوقاتهم في تهذيب المفاسد الظاهرة وقطع الفروع الخارجية وشذبها
 قبل أن يعالجوا المفاسد الأساسية الثابتة من الداخل
وأن لا يقابلوا الواقعين في الغفلة والضلال بالكراهة والإحتقار والإزدراء
بل عليهم أن يوجهوا فكرهم إلى علاجهم ومواساتهم وبذل النصيحة لهم بمثل ما يعامل به الطبيب مريضه ) ..

× قلت : وقت الداعية يجب ان يشغل بالأولى والمفيد وبالعاجل قبل الآجل
وعليه أيضا ان ينتهج الاساليب الصحيحة في تعامله مع الآخرين على ضوء الهدي المحمدي


---------------------------------

5_ ( أن يتوجهوا إلى الذين ينشدون الهداية ولو كانوا من الناحية المادية من أفقر الناس وضعفائهم
وأن لايرجون على أعمالهم محمدة من الناس وإظهارها لهم مع الفخر بنية استرعاء أنظارهم إلى أنفسهم
بل عليهم أن يحتسبوا نياتهم لله ولا يعملون شيئا إلا لوجهه الكريم  
مع اليقين بأنه تعالى عليم بما يفعلون سواء أكان أهل الدنيا يعرفونها أو يجهلونها ) ..

× قلت : يجب أن لا يكون هناك تمييز او تمايز بين المدعوين فالدعوة عامة لجميع مراتب الناس
وايضا ان يستصحب الداعية النية الخالصة لله رب العالمين كي يبارك الله فيها وفيه




حرره /
أبو عمران
عبدالله ماطر المثال
الاحد
2013-2-10

السبت، 9 فبراير 2013

المناظرة ليست تحدي وإفحام




يطالب البعض بمناظرة فلان أو فلان دون إدراك لماهية دعواه
ويتحجج بإعراضك عن المناظرة بأنك لا تملك حجة ولا قوة في البيان 
وأنك تعاني من الخوف عند المناظرة .... وهذا هراء 
وما علم هذا المخدوع أن للمناظرة شروط وقوانين لا تنطبق على أي إنسان يطالبك بمناظرته .

وهذه شروط أربعة للمناظرة :
1- الشرط الأول : أن يكون المتناظران على معرفة بما يحتاج إليه من قوانين المناظرة وقواعدها وأهدافها ونتائجها
وأولى ذلك الموضوع الذي يريدان المناظرة حوله
فإن كان مما يقرر ما يكون في هواه فلا طائل من مناظرته أو الحوار معه
لأنه مما يعتد بنفسه
وهذا لا تحقق معه المناظرة إلا زيادة في العناد والجهل والمكابرة


2- الشرط الثاني : أن يكون المتناظران على معرفة بالموضوع الذي يتنازعان فيه 
لأنه قطعا سيكون للموضوع قواعد ومسلمات 
فإذا تكلم فإنه يتعين عليه أن يتكلم عن فهم وإدراك ومعرفة
من أجل أن يصون الموضوع عن الجهل واللغط والهوى


3- الشرط الثالث : أن يكون الموضوع مما يجوز فيه المناظرة وله أساسيات وضوابط


4- الشرط الرابع : أن يتفق المتناظران على نهج واحد في المناظرة 
فإذا كانت عن المناظرة عن أمور شرعية فلا يحل للمناظر أن يعترض من الناحية العقلية وقس على ذلك




حرره :
أبو عمران
عبدالله ماطر المثال
يوم السبت
2013-2-9

قواعد عامة في المناظرة والحوار


لما كانت المناظرة وسيلة مشروعة للإقناع بالحق كان لابد من معرفة قواعدها والإطلاع على أهدافها
كي تخرج من دائرة المراء والتشاحن والمغالطة إلى فضاء الحق والحقيقة والمحبة
مما يكون له الأثر البالغ في القلوب والنفوس


وقوة الحجة في المناظرة هي نعمة عزيزة يمتن الله بها على العبد
وقد وهب الله نبينا نوح عليه السلام من بيان الحجة ووضوح المحجة ما أقنع قومه
إلى أن ضاقوا ذرعا بقوة مناظرته
كما قال الله عنهم ( قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين )


فالمناظرة لإقناع الناس بالحق وتوجيههم إليه ويؤجر عليها المرء إن كانت لغاية نبيلة
أما الجدال والخصام فهو للإستعلاء والتعجيز وهو عمل محرم

 لأن فيه تغييب الحق وشحن النفوس

وهذه قواعد عامة في المناظرة جمعتها من كلام العلماء
فهذبت بعضها وزدت عليها
رجاء أن يكون ذلك مساهمة في نشر الوعي الصحيح عن آداب المناظرة وأخلاقيات الحوار .....




1- القاعدة الأولى : عدم التعصب لوجهة النظر ، وقبول التناظر حولها بكل أريحية وسعة صدر وصدق
وقد وجه الله نبيه صلى الله عليه وسلم إلى التخلي عن التعصب عند مناظرة الكفار
قال تعالى ( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين )
فالأمر لا يحتمل إلا أن يكون أمرا واحدا : إما الهدى أو الضلال



2- القاعدة الثانية : البعد عن الألفاظ التي فيه تعالي وغرور وهمز وملز واحتقار
لأن الغاية هداية المناظر وليس ملأ قلبه حقدا وحنقا
قال تعالى ( وجادلهم بالتي هي أحسن )
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء )



3- القاعدة الثالثة :
عدم الطعن بأدلة المناظر إلا من خلال الإلزامات المنطقية والأدلة الشرعية والإستنباطات العقلية والقواعد العامة

كما قال تعالى ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم .. )


4- القاعدة الرابعة :
عرض الأمور المتفق عليها بين المتناظرين للتسليم بها




5- القاعدة الخامسة :
قبول النتائج التي تنطق بها الأدلة القاطعة أو المرجحة
وإلا كانت المناظرة ضرب من العبث ونوع من الفوضى




6- القاعدة السادسة :
عدم تناقض المناظر في كلامه أو تعارض بين دعواه
فإن كان كذلك فإن كلامه ساقط ودعوته مردودة




7- القاعدة االسابعة :
إلتزام الطرق المنطقة الصحيحة عند المناظرة والحوار
من خلال تقديم تقديم الأدلة السليمة وإثبات صحتها




وأخيرا ... فهذه سبعة قواعد تعين على آداب المناظرة
أسأل الله أن يرزقنا القول الحسن والحجة السليمة
وأن يصلح نياتنا ويطيب أعمالنا
اللهم يا معلم إبراهيم علمنا ويا مفهم سليمان فهمنا



حرره :
أبو عمران
عبدالله ماطر المثال
يوم السبت
2013-2-9

الأغلبية ولذة التوهان

أمر غريب !


كيف لأغلبية من نواب فضلاء لا قوا دعما شعبيا منقطع النظير
وحصلوا على مباركات من تجمعات إسلامية في الحث على التصويت لها  ... أن تخسر كل هذا ... !
 بسبب حالة التوهان التي تصورت في مواقفها وأدائها

هل هي فعلا لا تستحق كل هذه النصرة والتأييد والحشد الشعبي 
أم أنها لا تستطيع التمازج بين أعضائها فكان الفشل ينتظرها على عتبات أبواب مجلس الأمة
أم أن لها نوايا غير معلومة وأفكار ليست مطروحة وما يقال في العلن يخالفه ما يكون في الخفاء 


كان لهذه الأغلبية جلبة وصوت وضجيج وصولات وجولات 
وكان كل ذلك يصدر عن مراهقة سياسية غابت عن كثير منها الحكمة والتروي والحنكة والدهاء والصدق والمصداقية

امتلكت أغلبية .. فلجأت إلى مجلس الوزراء كي تظفر بتسعة مقاعد منه
من أجل يكون لها مجلس الوزراء مع مجلس الأمة كي تعمل وفق رؤيتها _ ولا أعلم هل وؤيتها محل اتفاق _ !

ففشلت في ذلك ....وأعلنت حماية رئيس مجلس الوزراء مع وزراءه من الإستجوابات النيابية والأسئلة البرلمانية

وبعدها دخلنا مرحلة لذة التوهان  ....
فارتفع حدة نبرة خطاب المعارضة ولجأت إلى المناوشة والمصارعة والصدام
واتخذت من أعلى هرم في السلطة هدفا لهجومها وعلقوا عليه سبب الفشل والتخبط
مع أن لهم نصيب الأسد منه 
لكن هي نهاية الغريق يتعلق حتى بالقشة

وأيضا في مرحلة الحراك المعارض للسلطة لم تتخلى الأغلبية عن التوهان
وكانت مواقفها متباينة منه ولم تستطع أن تكون قائدة له أو محركة
فوقفت تتفرج عليه وتتلقى تعليماته وتبارك مشاريعه 
وهذا لعمري من التوهان

وكانت أيضا أنانية في المضي على رأيها دون إدراك عواقبه !
ونستذكر إصرارها على إقامة مسيرة شعبية في يوم استضافة الكويت مؤتمر القمة الإقتصادية !
فرفضت كل محاولات التأجيل ومضت في عنادها
مع أنها ربما تستطيع التفاوض أو المناورة 
لكن ذلك يؤكد مدى التوهان الذي يسيطر عليها

والآن ... الأغلبية خارج الحراك الشعبي إلا من بعض رموزها الذين فرضوا أنفسهم بسبب رصيد تاريخهم
وأسدل الستار على أغلبية علق الناس عليها إنجازات ومواقف فكانت حلبة صراع فيما بينها !


وإذا كان بعض الأغلبية يرى وجوب طاعة ولي الأمر وتجريم القانون للإنتخابات الفرعية
ويؤيد فتاوى بعض العلماء في منع المظاهرات والمسيرات والإعتصامات ... ويتشدق في ذلك !
فلماذا يمتنع عن تنفيذ حكم قضائي طالما طالب الناس بإحترامه !
أليس في ذلك معصية لولي الأمر 
أليس في ذلك إخلالا في تطبيق القانون الذي يحث على احترامه وعدم التعدي عليه !
يصدق في ذلك المثل الذي يقول ( لا تطق الصدر وضلوعك ردية )





يوم السبت
2013-2-9
 أبو عمران
عبدالله ماطر المثال