إن لنصائح العلماء ووصايا الدعاة وتوجيهات التربويين نفع عظيم في ضبط التعامل بين الدعاة بعضهم مع بعض
وأيضا لها إفادة جليلة في العمل الدعوي الجماعي
فهي قد نتجت عن نور من الشرع وبصيرة في أحوال الناس
وقد قرأت للعالم الفاضل والمربي المميز أبو الأعلى المودودي رحمه الله عدة مواضيع في ذلك
فألفيتها وصايا غالية وكلمات حانية
لمست من خلالها حرصه على اجتماع كلمة الدعاة وتوحيد صفوفهم وتبصيرهم بخطط عدوهم
وحضه إياهم على الإنشغال بما فيه النفع الخاص والعام
وهذا هو الذي ينبغي أن يكون عليه دور الدعاة إلى الله تعالى
ومن باب ذلك أحببت جمع وصاياه وتلخيصه توجيهاته ... رجاء التآلف
وراعيت في ذلك ذكر عباراته كاملة دون تصرف أو تغيير
مع تعليق يسير للفت الإنتباه لمراميها
وإليكم اقتباسات من كلام أبي الأعلى المودودي :
1_ ( منهاجنا مأخوذ من القرآن الكريم وسيرة الأنبياء عليهم السلام
فالذين يقبلون دعوتنا ويظهرون استعدادهم لحمل أعبائها وتبليغ رسالتها معنا
فإن أول ما نطالبهم به أن يدخلوا في دين الله كافة ويصطبغوا بصبغته بجملة شؤون حياتهم من فكرية وعملية
ويجعلوا سلوكهم العام في الحياة هو الدليل على إخلاصهم وتجردهم
لقد كان كثير منهم نالوا أعلى مايكون من الشهادات العلمية
فاضطروا إلى أن يهدموا بأيديهم قصور أحلامهم الشامخة ) ..
× قلت : يجب أن يكون العمل الدعوي واضحا من خلال نقاط يتم معرفتها والرضى بها
عبر تحديد أولويات وحاجيات وضروريات وتحسينيات
وأن تكون الأهداف محددة ومرهونة بزمن لتحقيقها
كي يتم الإنجاز والمحاسبة لمعرفة السلبيات والإيجابيات
ولكل داعية دور يؤديه للأمة ويجب أن لا يركن إلى إشغالات المناصب وملهيات المهام وينسى دعوته المناطة به
وإلا كان دوره كالتي نقضت غزلها
---------
2_ ( والداعي إذا كان قد آمن بدعوته صدقا وإخلاصا فإنه لن يضيق صدرا بما يريش إليه مختلف الناس
من سهام نقدهم واعتراضاتهم ولن يحاول أن يستر عنهم خطأ إذا وجده في أعماله
لكنه سيستفيد من من خدماتهم وجهودهم التي يبذلونها متطوعين لإصلاحه بدون أجر ولو بنية المعارضة والمعاداة
ولا يخفى عليكم أن كل إناء إذا اشتغلت عشرات الأيدي , وما زالت , بإزالة النجاسة عنه
فهو مهما كان بالغا في نجاسته لا بد أن يتجلى ويتصفى آخر الأمر ) ..
× قلت : النقد له جانب مفيد حتى المجحف منه
فهو باب لمعرفة خلل العمل الدعوي في أساليبه وعرضه ونتائجه
وهذا النقد صدر من رقيب حسيب سلط وقته ووفر جهده لكي يفتش عن أخطائك
وهذه نعمة كبرى لك لتصححها وتتخلص منها
فيجب أن لا نتحسس منه ولا نضجر
-------------------
3_ ( إن الداعي يمر بطبيعة مهمته يمر عليه من الظروف القاسية ما يكاد يكسر قلبه ويقعد بهمته عن المضي في دعوته
لولا تثبيت من الله له
فهنا ترى الناس يضحكون عليه ويستخفون بدعوته , وهنا تراهم يطعنون فيه ويجعلونه سخريا
وهنا تراهم يعترضون عليه بالشتم والسباب
وهنا يثيرون عليه الغبار ويرمونه بأنواع من التهم وهنا يحيكون الحيل ويبيتون المكائد
لينحرفوا به عن جادة الحق ويوقعوه في الفتن
وهنا يفارقه أقرباؤه وأهل مودته حتى تضيق عليه الأرض بما رحبت ويساوره الشك في أصل رسالته
فمثل هذه الظروف القاسية والمواقف الأليمة إذا لم تنل من عزيمة الداعي
ولم توهن من قوة إرادته ولم تنحرف به عن طريق الحق
ولم ترغمه على الإستسلام للباطل ولم تفسد عليه توازنه الفكري , وظل على رغمها ثابتا على منهاجه الذي اختاره على بصيرة منه بكل حكمة وصدق وإخلاص ,
يعمل وسعه لإصلاح بيئته عملا متواصلا
فلابد أن ينشأ فيه ويزدهر من الأوصاف الجميلة والخصال الحميدة ماسنكون بحاجة إليه شديدة
على نطاق أوسع في مراحل الدعوة الآتية ) ..
× قلت : لا سرور دائم في الحياة ولا حزن مستمر
وهذا ينسحب على مهمة الدعوة إلى الله
وما تعانيه بسببها من ابتلاءات ومتاعب لا يخلوا من الأجر والثواب
وبعد ذلك سترتفع وتمكن وتنجح في دعوتك
قال تعالى ( يا أيها الذين آمنو اصبروا وصابروا ورابطوا ... )
وعندما يتحمل الداعية كل صنوف الأذى وأنواع التضييق فإنه سيكون بعون الله أهل للقيادة والإنجاز
---------------
4_ ( وأن لا يضيعوا أوقاتهم في تهذيب المفاسد الظاهرة وقطع الفروع الخارجية وشذبها
قبل أن يعالجوا المفاسد الأساسية الثابتة من الداخل
وأن لا يقابلوا الواقعين في الغفلة والضلال بالكراهة والإحتقار والإزدراء
بل عليهم أن يوجهوا فكرهم إلى علاجهم ومواساتهم وبذل النصيحة لهم بمثل ما يعامل به الطبيب مريضه ) ..
× قلت : وقت الداعية يجب ان يشغل بالأولى والمفيد وبالعاجل قبل الآجل
وعليه أيضا ان ينتهج الاساليب الصحيحة في تعامله مع الآخرين على ضوء الهدي المحمدي
---------------------------------
5_ ( أن يتوجهوا إلى الذين ينشدون الهداية ولو كانوا من الناحية المادية من أفقر الناس وضعفائهم
وأن لايرجون على أعمالهم محمدة من الناس وإظهارها لهم مع الفخر بنية استرعاء أنظارهم إلى أنفسهم
بل عليهم أن يحتسبوا نياتهم لله ولا يعملون شيئا إلا لوجهه الكريم
مع اليقين بأنه تعالى عليم بما يفعلون سواء أكان أهل الدنيا يعرفونها أو يجهلونها ) ..
× قلت : يجب أن لا يكون هناك تمييز او تمايز بين المدعوين فالدعوة عامة لجميع مراتب الناس
وايضا ان يستصحب الداعية النية الخالصة لله رب العالمين كي يبارك الله فيها وفيه
حرره /
أبو عمران
عبدالله ماطر المثال
الاحد
2013-2-10