استبشرنا خيرا في نجاح المعارضة إسقاط رمز الفساد الوطني في ساحة الإرادة
ورأينا تلك الحشود المتراصة التي اجتمعت في مكان واحد لتوحد كلمتها للمطالبة ببداية شريفة لبلدنا
وأول ما طالبوا به هو خلع الرأس ... ونجحت هذه الفزعة الشعبية فيما كانت تطالب به
وكان من حسن الطالع ومفخرة النفس وشرف الإنتماء أن رأيت نوابا من قبيلتي يصنفون أنهم ساهموا بذلك
وبعدها أيضا ساروا كذلك ليمثلوا صوت الشعب ضد صلف الحكومة وبعثرتها
وكان مما رصدته آنذاك هو غياب المعارضة لتوجههم أو توجيه الملامة لهم بسبب ذلك
وندرة اللعب في الفتاوى _ نصرة للهوى _ وخجل معارضتهم وضعف الهجومهم عليهم
فوقتها لا تسمع إلا المباركة والإفتخار والتأييد والسكوت
مع أن الأمر وقتئذ أجرأ من الوقت الحاضر في المطالبات ... فما الذي تغير !
ولفت نظري تلكأ وتردد بعض نوابنا في الثبات على ما كانوا عليه
وذلك بسبب " استظهار الصوت الجامي " وهم غلاة الطاعة
وتوريطه لهم بأمور شرعية جعلوها ثوابت لا تتغير ولا تقبل النقاش وكأنها قرآن منزل !
فإما أن تكون معنا برأينا وتكون من أهل السنة أو تعارضنا وتكون من أهل البغي والفتنة
وبرأيي ... أنه يجب على نوابنا قبل أن يفكروا فيما يقوله هؤلاء من التخذيل والإرجاف أن يدركوا جيدا
أن من يقول هذا الكلام ويردده في دهاليز تويتر هم أشبه ما يكونون بالأرجوزات الساذجة
فبعد أن كانت المعارضة على أشدها ركبوا الموجة معها
وذهبوا لساحة الإرادة متحدين لولي الأمر
بل إن أصواتهم علت أمام قناة سكوب محرضين على النظام ومتحدين الدولة
وومبتزين ولي الأمر وسلطته
ثم رأينا الهروب الكبير من عار ذلك الموقف
تماشيا مع هرطقات الجامية ومهاجمة الإخوان لأن الأمر يتطلب ذلك !
هذه القيادات التي تحسب انها قيادات وهي ليست بذلك
ولا تملك قواعد شعبية تأثر فيها...
وهي أصوات ذات رعونة
لا يمكن الوثوق بها أو الركون إليها بحال من الأحوال
لأنها سرعان ما ستنقلب عن مباركتها لكم إلى الهجوم عليكم والطعن فيكم ...
كما كانت مواقفها السابقة !
وهؤلاء هم من متقلبي المزاج , متعكري الذهن , متخبطي الرأي , مخذولي النية
لأنهم وبكل بساطة لا يفهموا ما ما يقومون به .. لا من الناحية الشرعية أو القانونية أو الوطنية
لأنهم من متبعي شعار : الجمهور عاوز كده
يا نوابنا الكريم .. هم يريدونكم كقطيع الخرفان الأسترالية بلا لحم جيد أو مرعى ملائم
تستسلمون لإبتزاز التجار وتلحقكم لعنات الفقراء والمساكين
هم ينكرون أصل المعارضة أو الإحتجاج أو الرفض .. فكيف سيدعمونكم لاحقا في عملكم !
وإذا كانوا يهينون الدعاة ويتهكمون بالعلماء ويفجرون في الخصومة ... هل ستضمنون موقفهم تجاهكم ؟
إنهم ولمجرد الإختلاف حول مسألة حديثية واحدة قابلة للأخذ والرد أقاموا الدنيا ولم يقعدوها
وافتروا واستباحوا الكذب ونشروا الغيبة وطاروا بالبهتان
ووصلوا إلى أعماق القلوب وحكموا عليها بالحقد على العلماء ... كيف ستأمنون جانبهم !
هؤلاء الأرجوازات لا تتمتع بأي جماهيرية حقيقية أو تأثير فعلي إنما عملهم هو إثارة الغبار ..
خاصة إذا كان الجو صحوا لطيفا فلن يضركم عملهم
بل إنهم سيتعبون من الثرثرة وترهقهم الفهلوة
" وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض "
لن تجدوا منهم نخوة إسلامية لقضايا المسلمين
أو حمية وطنية إزاء الفساد المستشري في البلد
أما يكفيكم محاربتهم لمن يجمعون الصدقات لإخواننا في سوريا
ممن ظاهرهم الصلاح والسنة والصدق والشجاعة !
أما يكفيكم سكوتهم المطبق عن تبديد ثرواتنا وضياع حقوقنا ومحاربتهم للنواب الشرفاء
وانتهاجهم مذهب غلاة الطاعة !
أيها النواب الكرام ... هؤلاء الأجوازات .. هم آفة السياسة , ومذهبة المروءة , ومخذلة الرجال
وسيأكلون لحمكم في قادم الأيام ولن يرحموكم
بل ولن يسمعوا منكم أي تبرير ولو كان محقا
كيف وقد جمعوا بين خواء الثقافة وقلة الأدب وغياب الضمير وضعف المروءة وضحالة التفكير وسفاهة القول وخبث الطوية
وفوق كل هذه الظلمات " اعتنقوا المذهب الجامي " الذي هو الغلو في الطاعة
وتسفيه الرأي الآخر ولو كان لعالم معتبر
فضلا من أنهم ينقادون ولا يقودون
فلا تطلبوا منهم الولاء
ولا تلتمسوا منهم الرضا
ولا تنتظروا منهم المباركة
فإنهم شؤم على المواقف
ومنقصة في الحق
ومجلبة للعار
حرره ... أبو عمران
عبدالله ماطر المثال
الأربعاء 2012-9-5